النص الكامل لكلمة الأمين على الدماء والأرواح سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

عاجل

الفئة

shadow
 في المجلس العاشورائي المركزي - الليلة العاشرة من محرم: 

- معركة كربلاء هي حلقة أساسية في معارك الحق والباطل منذ بدء الخليقة الى قيام الساعة. هي ليست منفصلة عن كل صراع الحق والباطل الذي سبق سنة 61 للهجرة وما بعدها. وهي ليست حلقة عادية بل معركة فاصلة وحاسمة.
- أهم مسألة في أي معركة أو صراع عندما تختار الصف الذي تقف فيه أن تحدد من هو عـدوّك. معرفة العدو وامكاناته وخططه ومشاريعه وأهدافه من البديهيات. أهم شيء أن لا يخطئ الانسان في تشخيص العـدو وفي انتخاب الزمان المناسب والاستراتيجية والتكتيكات المناسبة لمواجـهة العـ.ـدو.
- الله تعالى عندما خلق الخلق وخاطبهم من البداية قال لهم أنا أوجدتكم في أحسن تقويم، وكرمتكم وأنتم خليفتي في الأرض وأعطيتكم طاقات جسدية ممتازة وطاقات روحية هائلة وأعطيتكم العقل والحرية وأرسلت لكم الأنبياء ليرشدوكم وسخرت لكم كل شيء وهيأت لكم كل شيء
- عدوّان أساسيّان لا بد من أخذهما في عين الاعتبار في الحياة للنجاح وحتى يحصل الانسان على عز وكرامة وشرف وسعادة الدنيا والآخرة، أوّل عــدو حذَّرَنا منه الله هو ابليس (مبني على الافساد والحقد والانتقام يعمل على الخداع والتزوير) ويتم التغلب عليه بالوعي والايمان والعزم والإرادة والتوكل على الله.
- العدو الثاني موجود داخل كل شخص ويتمثل بهواه وميوله ورغباته التي ينصاع الشخص اليها.
- الله لم يمنع على الانسان رغباته وشهواته وميوله ولم يلغها ولم يقمعها وهنا الرحمة المتجلية في الشريعة الاسلامية، لكن الله نظمها ووضع لها حدودًا لمصلحة الانسان
- أول جـريمتان في التاريخ البشري الأولى صنعها ابليس والثانية صنعتها النفس الأمارة بالسوء
- هناك شهوة سلطة وهذه واحدة من الرغبات النفسية الشخصية في بني آدم. تشن الحروب لأجل الزعامة والترؤس. جزء كبير من الصراعات السياسية في لبنان مرتبطة بالرغبة بالزعامة والتسلط. وهذا موجود طوال التاريخ وفي كل الكرة الأرضية. أيضا شهوة السيطرة على المال والامكانات والذهب والفضة، والانسان لا حدود لحبه للدنيا.
- كثير من الدول اليوم خصوصًا الدول العظمى والكبرى تتصارع على النفط
- اهل الحق كانوا دائمًا قلّة. قلّما نجد مرحلة كان أهل الحق فيها كثرة. غالبا كان أنصار ابليس وعبّاد الهوى من بني آدم أغلبية. اين المشكلة؟ المشكلة في بني آدم، في الأنفس والأهواء وتقاطعها مع ابليس.
- الحسين(ع) كان معنيًا بقيادة المشروع الالهي الانساني البشري والدفاع عنه وحمايته وايصاله الى الأجيال التالية وآخر وارث للحسين(ع) هو الامام المهدي(حج)
- الامام الحسين(ع) كان معنيا بالمـواجهة وكان تكليفه أن يخوض هذه المعـركة ولو بقي وحيدًا. اين كانت المشكلة؟ المشكلة كانت بالناس. واحدة من خصوصيات كربلاء أنها كانت معركة حق بيّن وواضح مقابل باطل واضح جدًا جدًا جدًا.. بين الحسين(ع) ويزيد لم يكن هناك مجال ليقول أحد إن الأمر اشتبه عليه.
- كل الصفات المذمومة كانت موجودة في يزيد
- كانت مشكلة الناس في كربلاء بالهوى والشهوات. كثيرون تركوا الحسين(ع) وخافوا على حياتهم وأولادهم وهناك أناس طمعوا بالجاه والسلطان والمال والغنائم وهناك أناس جبنوا
- هنا لا يكفي فقط الوعي أو التدين بالمعنى العام، التدين الذي فيه طيبة وبساطة، الحاسم هنا هو شخص الانسان، أنه بالموقف الصعب يؤثر الدنيا على الآخرة أو يؤثر الآخرة على الدنيا؟
- هناك شريحة كبيرة جدًا من الناس انكفأت في كربلاء، لم يخرجوا بجيش عبيد الله ابن زياد ولم ينصروا الحسين(ع)، بل هربوا واختبأوا، وبعضهم لهم تاريخ جهادي طويل، وهم لاحقًا بات اسمهم التوابون. تركوا الحسين(ع) واستشهد واستفاقوا على أنفسهم ليثأروا للحسين(ع) ضمن عملية ثأرية بحتة. هم خرجوا في التوقيت غير الصحيح، التوقيت الصحيح هو الخروج مع الحسين(ع). هؤلاء الـ5000 لو التحقوا بالحسين(ع) في كربلاء لكان تغير وجه التاريخ وما كان الحسين(ع) ليقتـل وما كانت زينب(ع) لتسبى
- بعض الناس يعتقدون أنه للتحضير لصاحب العصر والزمان علينا التحضير لمجتمع المعصومين أو لمجتمع من العرفاء، هذا غير مطلوب وهذا شرط غير منطقي. هل الحر الرياحي كان أهل سلوك وسير وعرفان؟ قبل بضعة أيام ارتكب معصية كبيرة وجعجع بالحسين(ع) وحاصره لكن بلحظة الحسم كل الطيبة والفطرة استيقظت بالحر فآثر الآخرة على الدنيا وذهب الى الحسين(ع). ليس المطلوب مجتمع معصومين وعرفاء.
- ماذا نريد من عامة الناس؟ نريد ما طلبه الله. ايمان وجـهاد. الروح الجهادية. ماذا تعني الروح الجـهادية. بيئة المقاومة في لبنان ناسها بأغلبيتهم يحملون روح المقـاومة والجـهاد وقد يكون كثير منهم لا يصلون الليل لكن ما هو مطلوب منهم عباديا بالحد الأدنى متوفر وهم حاضرون للجهـاد وللشـهادة
- ماذا رأينا من عوائل الشـهداء منذ بداية هذه المسيرة؟ لم نر الا الثناء والصبر والتحمل والاحتساب والاستعداد لتقديم المزيد.
-  بيئة المقـاومة في لبنان لو أنها نقلت الى سنة 61 للهجرة أقسم اليمين أنهم لكانوا رجالًا ونساءً مع الحسين(ع) بلا تردد
- لو جاء الله بكربلاء ومعركة كربلاء الى هذه السنة وقام الحسين(ع) في صحراء كربلاء مناديا هل من ناصر ينصرني؟ لا شك أن من يقولون في هذا الزمن لبيك يا حسين لا يتركوه لو قتـّلوا ولو حرّقوا
- أعتقد أننا اليوم اذا أردنا أن نتحدث عن أنصار لصاحب الزمان من شبان وشابات حاضرون ليبذلوا مهجهم دون المهدي(عج) ولنصرته حقا وصدقا وأطوع له من بنانه أنا أعتقد أن هؤلاء اليوم بالملايين.. ملايين الرجال والنساء. لذلك عندما نتفاءل ونستبشر فهذا ليس على أساس منامات
- نحن قبل 1982 غير بعد 1982، وقبل 2000 غير بعد 2000، وقبل 2006 غير بعد 2006. اليوم مسؤوليتنا أن نحافظ على هذه الروحية فينا، جيل الـ1982 والجيل المؤسس لأننا كلنا معرضون للخطأ. أي أحد يمكن أن تزل به القدم. يجب أن نبقى مستيقظين. لا يعتبر أحد أنه في مساحة الأمان، لا يوجد مساحة أمان حتى تبلغ الروح الحلقوم، تجربة كربلاء هي أكبر درس في تاريخ البشرية حول حسن العاقبة
- دائمًا يجب أن نبقى نشعر بالخطر على ايماننا وروحيتنا الجـهادية والتزامنا
هذه الروح أعظم مدرسة فيها ربّت الأجيال كانت مدرسة كربلاء وكل ما يرتبط بكربلاء ومجالس الحسين(ع)..

الناشر

ام مهدي ام مهدي
ام مهدي ام مهدي

shadow

أخبار ذات صلة